وقت الفراغ!!
صفحة 1 من اصل 1
وقت الفراغ!!
وقت الفراغ!!
للبابا شنوده الثالث
إنَّ الذي يعرف قيمة الوقت، ويعرف كيف يستغله في سبيل منفعته ومنفعة غيره، هذا لا يمكنه أن يجد وقت فراغ. لأنه يرى أن وقته لا يكفي مطلقاً لِمَا ينبغي أن يقوم به من عمل ومن مسئوليات..
لذلك فأصحاب الرسالات الكبيرة ليس لديهم وقت فراغ. والذين لديهم طموح في حياتهم، سواء كان طموحاً روحياً أو علمياً، أو حتى طموحاً مادياً ... كل هؤلاء ليس في حياتهم وقت فراغ...
«« وإني لأعجب من الذين تقف أمامهم مشكلة يسمونها: " مشكلة وقت الفراغ! "، وأعجب بالأكثر من أولئك الذين يبحثون عن وسيلة لقتل الوقت!! بينما الوقت هو جزء من الحياة. فكيف إذن يُفكِّر البعض في أن يقتله، أو يضيعه هباءً! ألا يعني هذا أن حياته رخيصة في عينيه! وأن وقته لا قيمة له!!
«« إن وقت الفراغ قد ينشأ من عجز الإنسان في معرفة كيفية الاستفادة منه ... فإن عرف ذلك، لا تبقى أمامه مشكلة اسمها " وقت الفراغ ".
«« وقد يصبح وقت الفراغ مشكلة أمام بعض المسنين، أو الذين أكملوا خدمتهم وأحيلوا إلى المعاش أو إلى الاستيداع. وظنوا أن رسالتهم في الحياة قد انتهت! ولم يعد المجتمع في حاجة إليهم. وكأن حياتهم الباقية أصبحت بلا عمل أو بلا هدف، وصارت كلها فراغاً! أعني أولاً فراغاً في الهدف ... لذلك يلزم هؤلاء أن يبحثوا عن عمل يعملونه، حتى لا تصبح حياتهم مملة وثقيلة عليهم. ولا يهم أن يكون ذلك رسمياً، أو في وظيفة مُعيَّنة، أو عملاً بأجر...
«« ووقت الفراغ مشكلة يجابهها الطلبة في العطلة الصيفية، إذ ينتهون من دراستهم ولا يجدون ما يشغلون به أنفسهم بعد أن كانت الدراسة هى التي تشغلهم. وواجب المربين أن يوجهوا الطلاب إلى أنشطة تشغلهم في العطلة الصيفية. وهذا هو أيضاً واجب الآباء والأمهات، وواجب المرشدين الروحيين.
«« ومشكلة وقت الفراغ قد تقابل كثيراً من السيدات أو الزوجات غير العاملات، اللائي ليس لهن أطفال أو قد انتهين من تربية أطفالهن.
«« كل هؤلاء يقف أمامهم موضوع " تقضية وقت الفراغ "، والمفهوم الروحي لتقضية وقت الفراغ، ليس هو البحث عن وسيلة لقتل الوقت!! إنما البحث الجاد عن وسيلة للاستفادة من الوقت ... والمشكلة الكبرى هى أن البعض يقضون الوقت ( الزائد عندهم ) في ما يضرهم!
«« إن العقل دائم العمل، لا يهدأ ولا يصمت. إن لم يُفكِّر في أمور نافعة، قد يُفكِّر في الشر أو في ما يضر، أو على الأقل يُفكِّر في تفاهات لا تنفعه ولا تبنيه ... وهكذا بدلاً من أن يقابل الشخص فراغ الوقت، فإنه يقابل فراغاً في التفكير وفي الحياة. فعلينا أن نعطي لعقولنا ما يشغلها بطريقة روحية ومفيدة...
«« بقى أن نسأل: كيف نقضي وقت الفراغ إن وُجِدَ أولاً لا مانع مطلقاً من بعض الترفيهات المقبولة، أو بعض الراحة، أو الاسترخاء Relax. لأنَّ الإنسان لا يستطيع أن يكون باستمرار منشغلاً وجاداً ومُركِّزاً، أو مشدوداً كل الوقت. واللَّه ـ تبارك اسمه ـ قد أعطانا أياماً للراحة، هى من أجلنا، ومن أجل حاجة طبيعتنا البشرية. على أن تكون الراحة أو الاسترخاء في حدود المعقول...
«« ومن الأشياء النافعة لقضاء وقت الفراغ، القراءة لِمَن يحب القراءة ويجيدها. والمهم هو اختيار نوع القراءة النافعة لبنيان الشخصية فكرياً واجتماعياً وروحياً. لأنَّ القراءة سلاح ذو حدين، يمكن أن ينفع، ويمكن أيضاً أن يفتح أموراً للذهن يمكن أن تؤثِّر عليه تأثيراً ضاراً.
«« وكالقراءة في شغل الوقت، الاستماع، عن طريق أشرطة كاسيت مفيدة ما أسهل أن توضع في العربة أثناء الانتقال أوالسفر، أو الاستماع لأيَّة تسجيلات ولو في البيت، أو الاستماع لِمَا يفيد في اجتماعات أو مؤتمرات. وبهذه الطريقة يضيف الإنسان عقلاً إلى عقله، وخبرات إلى خبرته. فيزداد حكمة ومعرفة.
«« وبالنسبة إلى الشباب، يمكن مساعدتهم بالأنشطة الصيفية التي احتلَّت مجالاً في أذهان المشرفين في المدارس أو في المعاهد والمدارس وفي مراكز الشباب، أو المهتمين بالشباب في دور العبادة وفي الجمعيات. كل أولئك مهمتهم وضع برامج لقضاء أوقات الفراغ تجذب الشباب أكثر مما يجذبهم اللهو والعبث. وبعضها رياضية تنشط الجسد وتُحسِّن صحته، كما تساعد على الترابط.
«« بعض الشباب يمكن أن يقضي وقته في تدريبات مُعيَّنة، أو أنشطة في مجال الفن بتعدُّد أنواعه: كالرسم أو النحت أو الموسيقى أو كتابة القصة إن كانت له موهبة في هذا المجال، أو يتدرَّب على أعمال يدوية نافعة. أو فتاة تتدرَّب على تنسيق البيت وتجميله، أو على أعمال أخرى كالتطريز والتدبير المنزلي...
«« بالنسبة إلى المسنين وكبار السن، يمكنهم التطوع في مجالات الخدمة الاجتماعية حيثما تتاح، وبخاصة في كثير من الجمعيات وبيوت الإيواء وما أكثرها. وبهذا يشعرون أن المجتمع لا يزال محتاجاً إليهم، وأن أمامهم مجال للعمل وتحمل مسئوليات. كما أن العمل ينشئهم.
وتوجد أحياء فقيرة أو شعبية تحتاج إلى خدمة، كخدمة المعوقين مثلاً أو الأيتام، أو خدمة المحتاجين والفقراء، أو زيارة المرضى، أو الخدمة الروحية في جذب الناس إلى التوبة، وإبعادهم عن المخدرات وأمثالها...
«« هناك خدمة أخرى نافعة جداً، وهى خدمة الكشافة والجوالة. وهى تنفع الشخص نفسه كما تنفع غيره. وينتفع المجتمع بالكشافة في حفظ النظام.
«« ختام الأمر كله: إن كان لديك وقت فراغ، حاول أن تنتفع به، ولا تُضِّعه، ولا تسمح له أن يُضيِّعك.
للبابا شنوده الثالث
إنَّ الذي يعرف قيمة الوقت، ويعرف كيف يستغله في سبيل منفعته ومنفعة غيره، هذا لا يمكنه أن يجد وقت فراغ. لأنه يرى أن وقته لا يكفي مطلقاً لِمَا ينبغي أن يقوم به من عمل ومن مسئوليات..
لذلك فأصحاب الرسالات الكبيرة ليس لديهم وقت فراغ. والذين لديهم طموح في حياتهم، سواء كان طموحاً روحياً أو علمياً، أو حتى طموحاً مادياً ... كل هؤلاء ليس في حياتهم وقت فراغ...
«« وإني لأعجب من الذين تقف أمامهم مشكلة يسمونها: " مشكلة وقت الفراغ! "، وأعجب بالأكثر من أولئك الذين يبحثون عن وسيلة لقتل الوقت!! بينما الوقت هو جزء من الحياة. فكيف إذن يُفكِّر البعض في أن يقتله، أو يضيعه هباءً! ألا يعني هذا أن حياته رخيصة في عينيه! وأن وقته لا قيمة له!!
«« إن وقت الفراغ قد ينشأ من عجز الإنسان في معرفة كيفية الاستفادة منه ... فإن عرف ذلك، لا تبقى أمامه مشكلة اسمها " وقت الفراغ ".
«« وقد يصبح وقت الفراغ مشكلة أمام بعض المسنين، أو الذين أكملوا خدمتهم وأحيلوا إلى المعاش أو إلى الاستيداع. وظنوا أن رسالتهم في الحياة قد انتهت! ولم يعد المجتمع في حاجة إليهم. وكأن حياتهم الباقية أصبحت بلا عمل أو بلا هدف، وصارت كلها فراغاً! أعني أولاً فراغاً في الهدف ... لذلك يلزم هؤلاء أن يبحثوا عن عمل يعملونه، حتى لا تصبح حياتهم مملة وثقيلة عليهم. ولا يهم أن يكون ذلك رسمياً، أو في وظيفة مُعيَّنة، أو عملاً بأجر...
«« ووقت الفراغ مشكلة يجابهها الطلبة في العطلة الصيفية، إذ ينتهون من دراستهم ولا يجدون ما يشغلون به أنفسهم بعد أن كانت الدراسة هى التي تشغلهم. وواجب المربين أن يوجهوا الطلاب إلى أنشطة تشغلهم في العطلة الصيفية. وهذا هو أيضاً واجب الآباء والأمهات، وواجب المرشدين الروحيين.
«« ومشكلة وقت الفراغ قد تقابل كثيراً من السيدات أو الزوجات غير العاملات، اللائي ليس لهن أطفال أو قد انتهين من تربية أطفالهن.
«« كل هؤلاء يقف أمامهم موضوع " تقضية وقت الفراغ "، والمفهوم الروحي لتقضية وقت الفراغ، ليس هو البحث عن وسيلة لقتل الوقت!! إنما البحث الجاد عن وسيلة للاستفادة من الوقت ... والمشكلة الكبرى هى أن البعض يقضون الوقت ( الزائد عندهم ) في ما يضرهم!
«« إن العقل دائم العمل، لا يهدأ ولا يصمت. إن لم يُفكِّر في أمور نافعة، قد يُفكِّر في الشر أو في ما يضر، أو على الأقل يُفكِّر في تفاهات لا تنفعه ولا تبنيه ... وهكذا بدلاً من أن يقابل الشخص فراغ الوقت، فإنه يقابل فراغاً في التفكير وفي الحياة. فعلينا أن نعطي لعقولنا ما يشغلها بطريقة روحية ومفيدة...
«« بقى أن نسأل: كيف نقضي وقت الفراغ إن وُجِدَ أولاً لا مانع مطلقاً من بعض الترفيهات المقبولة، أو بعض الراحة، أو الاسترخاء Relax. لأنَّ الإنسان لا يستطيع أن يكون باستمرار منشغلاً وجاداً ومُركِّزاً، أو مشدوداً كل الوقت. واللَّه ـ تبارك اسمه ـ قد أعطانا أياماً للراحة، هى من أجلنا، ومن أجل حاجة طبيعتنا البشرية. على أن تكون الراحة أو الاسترخاء في حدود المعقول...
«« ومن الأشياء النافعة لقضاء وقت الفراغ، القراءة لِمَن يحب القراءة ويجيدها. والمهم هو اختيار نوع القراءة النافعة لبنيان الشخصية فكرياً واجتماعياً وروحياً. لأنَّ القراءة سلاح ذو حدين، يمكن أن ينفع، ويمكن أيضاً أن يفتح أموراً للذهن يمكن أن تؤثِّر عليه تأثيراً ضاراً.
«« وكالقراءة في شغل الوقت، الاستماع، عن طريق أشرطة كاسيت مفيدة ما أسهل أن توضع في العربة أثناء الانتقال أوالسفر، أو الاستماع لأيَّة تسجيلات ولو في البيت، أو الاستماع لِمَا يفيد في اجتماعات أو مؤتمرات. وبهذه الطريقة يضيف الإنسان عقلاً إلى عقله، وخبرات إلى خبرته. فيزداد حكمة ومعرفة.
«« وبالنسبة إلى الشباب، يمكن مساعدتهم بالأنشطة الصيفية التي احتلَّت مجالاً في أذهان المشرفين في المدارس أو في المعاهد والمدارس وفي مراكز الشباب، أو المهتمين بالشباب في دور العبادة وفي الجمعيات. كل أولئك مهمتهم وضع برامج لقضاء أوقات الفراغ تجذب الشباب أكثر مما يجذبهم اللهو والعبث. وبعضها رياضية تنشط الجسد وتُحسِّن صحته، كما تساعد على الترابط.
«« بعض الشباب يمكن أن يقضي وقته في تدريبات مُعيَّنة، أو أنشطة في مجال الفن بتعدُّد أنواعه: كالرسم أو النحت أو الموسيقى أو كتابة القصة إن كانت له موهبة في هذا المجال، أو يتدرَّب على أعمال يدوية نافعة. أو فتاة تتدرَّب على تنسيق البيت وتجميله، أو على أعمال أخرى كالتطريز والتدبير المنزلي...
«« بالنسبة إلى المسنين وكبار السن، يمكنهم التطوع في مجالات الخدمة الاجتماعية حيثما تتاح، وبخاصة في كثير من الجمعيات وبيوت الإيواء وما أكثرها. وبهذا يشعرون أن المجتمع لا يزال محتاجاً إليهم، وأن أمامهم مجال للعمل وتحمل مسئوليات. كما أن العمل ينشئهم.
وتوجد أحياء فقيرة أو شعبية تحتاج إلى خدمة، كخدمة المعوقين مثلاً أو الأيتام، أو خدمة المحتاجين والفقراء، أو زيارة المرضى، أو الخدمة الروحية في جذب الناس إلى التوبة، وإبعادهم عن المخدرات وأمثالها...
«« هناك خدمة أخرى نافعة جداً، وهى خدمة الكشافة والجوالة. وهى تنفع الشخص نفسه كما تنفع غيره. وينتفع المجتمع بالكشافة في حفظ النظام.
«« ختام الأمر كله: إن كان لديك وقت فراغ، حاول أن تنتفع به، ولا تُضِّعه، ولا تسمح له أن يُضيِّعك.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى